LOADING

Type to search

سلام مستورد

GB Geo-Blog

سلام مستورد

ما الذي تستطيع فعله او التفكير فيه إذا كنت تتحدر من منطقة منذورة للحروب؟ العالم كله، يجهد، صادقاً او مخاتلاً لتجنب حرب مدمرة في منطقة الشرق الأوسط. وحدهم اهل تلك المنطقة وسياسيوها يعرقلون مثل هذه الجهود. الارجح ان السياسة كسلوك وعلم ومسارات لا تعرف كيف تتجنب الموت. كل سياسة بمعنى من المعاني هي محاولة لتبرير الموت والحض عليه. نموت من أجل الوطن. الألمان ماتوا من اجل وطنهم، ثم وبعد سقوط ملايين القتلى اكتشف الناجون منهم، ان الذين ماتوا إنما ماتوا من أجل تحقيق حلم مجنون. الفرنسيون ايضاً والاميركيون والصينيون. لطالما دأبت السياسات في العالم أجمع على صناعة زينة للموت، وعلى اقناع الناس، المواطنين، الجنود، بأن موتهم مطلوب ومرغوب، ويجدر بهم ان يقبلوا عليه

طيب لقد وطنّا النفس، في بلادنا وفي العالم أجمع على تقبل الحروب. حين تتعرض الاوطان للتهديد، لا يجد المواطنون بداً من الإقبال على الموت من أجلها. وهذا بصرف النظر عن عدالة القضية التي يحارب المواطنون تحت رايتها، او جورها وظلامتها. لكن ما يثير الحنق حقاً في تلك البلاد، ان ثمة من يعيب التفاوض. ثمة حركات سياسية حاشدة في تلك المنطقة تدعو إلى الإقلاع عن التفاوض. ذلك ان تلك القوى تعتقد ان الحل الوحيد الممكن يكمن في الإبادة. إما نبيد العدو ولا نبقي من أهله وعمرانه أثر، وإما يبيدنا. وحيث ان ليس ثمة في عالم اليوم من لا يحسن الدفاع عن نفسه وأرضه ويجيد القتال ضد أعدائه، فإن المقترح على شعوب تلك المنطقة ليس أقل من إبادات متبادلة. ذلك انه حتى السياسة لم تعد مجدية في تلك المنطقة بحسب منطق بعض القوى السياسية. السياسة التي تدير حروباً هادفة. حروباً موضعية وذات اهداف محددة وضيقة. كل طرف يريد إبادة الطرف الآخر، وكل خصم يريد موت خصمه المعلن والصريح

على هذه الأفكار الدموية تساق حجج وتستصرح تواريخ. وعلى هذه السياسات المميتة تقام ندوات وترتفع عقائر سياسيين بالخطابة

لطالما صرح جورج ميتشل المبعوث الرئاسي الأميركي إلى الشرق الأوسط ان من واجب الأطراف المتنازعة ان تقرر صناعة السلم بنفسها. حيث ان احداً لن يستطيع ان ينوب عنها في تقرير هذا المسار. لكن الاطراف التي تتنازع في المنطقة ما زالت تؤمن بإبادة العدو وتعد العدة والعتاد لمثل هذا الاحتمال

The opinions expressed in this blog are strictly personal and do not reflect the views of Global Brief or the Glendon School of Public and International Affairs.

الآراء الواردة في هذا البلوغ هي اراء شخصية ولا تعبر عن وجهة نظر غلوبال بريف او غلندون سكول اوف بابليك اند انترناشونال افيرز

Categories:

Leave a Comment