LOADING

Type to search

الشيوعيون

GB Geo-Blog

الشيوعيون

هذا العالم بات اقل رومانسية من دون شيوعيين. لا مبرر ليفتقد الرومانسية اي كان أيضاً. لكننا بغياب الشيوعيين اصبحنا نفتقد للمستقبل والأمل. الحركات اليسارية المتنوعة في العالم المتقدم لم تعد تنظر إلى مستقبل مزدهر. فقط ثمة كوارث تحف بمستقبل البشرية وليس على البشرية غير التوقف عما تقعله وتقوم به. فلنتوقف عن إهدار الماء، الغابات العذراء في خطر، لننتبه جيداً إلى ما نأكله وما نشربه. لنوقف قتل الحيوانات، ثم وفي السياسة، لنوقف الحروب. لنوقف التدخلات الخارجية في شؤون البلدان الصغيرة. ليعش كل بلد على الكوكب وفي الزمن الذي يحب. لنعد كما كنا

الأصوليات ايضاً تحمل المنطق نفسه، مع اختلاف في تحديد الزمن المرجو العودة إليه. اليساريون يريدون العودة إلى الزمن الذي كانت فيه العدالة اوفر والحياة أكثر رخاء، وهو زمن ما زال غضاً في ذاكراتنا، اما الأصوليون فيريدون العودة إلى زمن الأنبياء. التاريخ الحديث الذي وضع حداً نهائياً لأزمان الانتظار السابقة، انتظار المخلص والنبي والمصلح وزمن العدل والوفرة، وضع حداً أيضاً لفكرة احتمال العودة إلى الوراء. لن تعود الانهار الملوثة نقية، ولن تنمو الغابات من تلقائها كما كانت، والحيوانات التي انقرضت انقرضت ولن تعود. اما الازمان التي يحترف اليساريون والأصوليون الحنين إليها فيستحيل ان تعود. لقد وضع التقدم التقني البشرية كلها في قاطرة السير إلى الأمام. قاطرة سريعة وليس ثمة مجال عند أي كان لالتقاط الأنفاس. لا أحد يفترض ان الزمن الحالي جميل، وأن البشر اليوم أقرب إلى السعادة مما كانوا في زمن مضى. لكن القطار لن يتوقف لمجرد رغبتنا بإيقافه، وحتى لو حصل وتوقف للحظة، كما حدث في إيران نهاية السبعينات، فلن يكون التوقف عودة إلى الوراء، نحو الزمن الجميل. فقط ثمة تعقيدات إضافية ستضاف إلى التعقيدات التي يعاني منها الناس في كل مكان

اليساريون والأصوليون لا يحبون المستقبل. لأنهم يعتقدون أن العالم يسير قدماً نحو الهاوية. اليساريون والأصوليون لا يريدون إصلاح العالم بل يريدون تدمير القاطرة. هكذا في وسع المرء ان يلحظ تطابقاً في الرأي والرؤية بين اصولي كالسيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله، ويساري عتيق كالمؤرخ الأميركي نورمان فنكلستين، على ما يصرح الأخير مادحاً الأول. والحق ان يساريي اليوم ما عادوا يخجلون من تنصيب بعض الأصوليين في الشرق الأوسط عموماً قادة ومنظرين لهم. ذلك أن ما يرغبون به اليوم ليس أكثر من تعطيل القطار برمته. وهذا ما يريده الأصوليون تماماً

اليساريون اليوم لا يحبون اميركا، شعباً وارضاً ومؤسسات. والأصوليون يرونها شيطاناً. الخلاف على الاسم وليس على المسمى، مش كده يا سيد فنلكستين؟

The opinions expressed in this blog are strictly personal and do not reflect the views of Global Brief or the Glendon School of Public and International Affairs.

الآراء الواردة في هذا البلوغ هي اراء شخصية ولا تعبر عن وجهة نظر غلوبال بريف او غلندون سكول اوف بابليك اند انترناشونال افيرز

Categories:

Leave a Comment

Next Up