LOADING

Type to search

حرب غير مرغوبة لكنها ستقع

GB Geo-Blog

حرب غير مرغوبة لكنها ستقع

يجمع المحللون والمراقبون ان حرباً ستقع في الشرق الأوسط، ما ان تكتمل عدتها. السياسة الأميركية في عهدة باراك اوباما، تجهد ما أمكنها دبلوماسياً في تضييق رقعة هذه الحرب. لكن الحرب ستقع. بل ان المزاج العام في المنطقة بات مقتنعاً بضرورتها. ذلك أنه تمر ازمان في التاريخ لا يعود معها تطلب السلم مطلباً عاماً. والحق ان بعض السلوكات السياسية في كل زمن، تجعل تطلب السلم مستحيل التحقق بالنسبة للرأي العام المعني بهذه الحروب. ثمة سلوكات سياسية انتحارية ترافق تنامي الشعور بالقوة والتفوق تؤدي غالباً، حتى لا نقول دائماً، إلى اعتبار الحروب سبباً وحيداً للخلاص. وفي هذه الحالات، يفعل الخطاب السياسي المتفلت من كل قيد دبلوماسي ومستقبلي في وقت واحد، فعله في جعل الحرب خياراً وحيداً

المنطقة برمتها تخوض في سباق تسلح لا سابق له. ومع ان الصراعات الدامية في المنطقة ترقى في تاريخها إلى لحظة انهيار الأمبراطورية العثمانية، وتسيد اوروبا واميركا على قمة هرم العالم، إلا أنها المرة الأولى في تاريخ هذه المنطقة التي بلغ فيها سباق التسلح هذا الحد من الجنون. وهو سباق يطاول بلاداً بقيت حتى الأمس القريب في منأى عن صراعات القرن العشرين. بل ان اوروبا الغربية نفسها التي اعتقدت ان حروبها الكبرى انتهت مع انتهاء الحرب العالمية الثانية تشعر اليوم بالقلق من تنامي التوتر في المنطقة الذي قد يؤدي إلى امتداد الحرب على رقعتها الجغرافية والدبلوماسية على نحو مخيف. والحق ان السياسة الإيرانية المتوترة اتت أُكلها في هذا المجال. حيث تحول الملف الإيراني ملفاً عالمياً بامتياز، ولا تجدي مقارنته بملفات الدول التي انضمت قسراً او في الغفلة إلى النادي النووي العالمي. ايران اليوم، تبدو كما لو أنها تدفع أمامها كرة ثلج حارقة. وفي سعيها إلى إيجاد موطئ قدم في العالم وفي الشرق الأوسط خصوصاً، لا تفعل غير تربية الأعداء. والأرجح أنها المرة الاولى منذ اكثر من خمسين عاماًن التي يظهر فيها العالم هذا الاهتمام الحربي والعسكري بملف يفترض أنه اقليمي وليس ملفاً عالمياً. حتى دعوة الرئيس اوباما المتنازعين في المنطقة إلى اتخاذ قرارات جريئة للوصول إلى حلول للمشكلات والمعضلات التي تغذي نار النزاعات هناك، لا تبدو بالنسبة له دعوة جدية فعلاً. بل يمكن القول انها المرة الأولى التي تعلن فيها اميركا نفسها أنها لا ترى اسباباً جوهرية للنزاعات لكنها لا تجد مفراً من خوضها بسبب دورها المؤثر في العالم وحجمها وحجم مصالحها ودفع ضريبة الخطاب المحارب بالدم والموارد. والحال، هي حرب غير مرغوبة، لكنها حرب ستقع. غير مرغوبة لأن العالم برمته لا يريد حل النزاعات بالقوة العسكرية، مع ما يعقب ذلك من كوارث سياسية واجتماعية واقتصادية. لكن الحرب تحث خطاها نحو العالم برمته، ويبدو ان العالم، وأميركا على قمته، لم يعد قادراً على منع وقوعها. والارجح ان جل ما يطلبه العالم اليوم هو تضييق رقعة الحرب وحصر قائمة الأعداء

The opinions expressed in this blog are strictly personal and do not reflect the views of Global Brief or the Glendon School of Public and International Affairs.

الآراء الواردة في هذا البلوغ هي اراء شخصية ولا تعبر عن وجهة نظر غلوبال بريف او غلندون سكول اوف بابليك اند انترناشونال افيرز

Categories:

Leave a Comment

Next Up