محنة البقاء على القمة
انتربولوجيا الاقتصاد الاميركي 2
التمني الروسي الذي يريد انهيار الأمبراطورية الأميركية ليس فريداً في بابه، بل ان الكثير من دول العالم الثالث تجاهر بهذه الرغبة، خصوصاً تلك التي تناصبها الولايات المتحدة الاميركية ضرباً من الخصومة او العداء، من ايران إلى فنزويلا مروراً بسوريا وكوبا. لكن هذا التمني ما كان ليكون امراً يستحق المناقشة لولا انه يتغذى من الرهاب الأميركي نفسه. والحق ان المحللين الاميركيين أسالوا حبراً كثيراً منذ ازمة السبعينات الاقتصادية، والتي حملت مفاعيلها رونالد ريغان إلى البيت الأبيض، وهم يحذرون من النمو الاقتصادي الصيني الذي سيكون عاجلاً ام آجلاً سبباً لفقدان الولايات المتحدة ريادتها وتبديد عناصر قوتها. قبل هذا التاريخ، كان الخوف الأميركي يتغذى من تقدم اليابان والمانيا، حيث كانت الاولى تضغط على الاقتصاد الاميركي من تحت، فيما تضغط الثانية من فوق، على ما كتب ليستر ثارو في كتابه الذائع الصيت: “المتناطحون”. فكانت المانيا، الاوروبية تاريخاً وانتماءً، تمنع الولايات المتحدة من تحقق اوروبيتها، بوصف الاوروبية انتماءً ارستقراطياً ثقافياً يتحول ارثاً لا يستطيع اي كان ان يسترده منها، فيما كانت اليابان تسعى السعي الأميركي نفسه الذي اتسمت به اقتصادات القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، حين ورثت الولايات المتحدة من بريطانيا العظمى السيطرة على الأساطيل التجارية في البحار، وما لبثت ان دعّمت اساطيلها التجارية بأساطيل حربية ما زالت حتى اليوم تتسيد على بحار العالم من دون منازع
The opinions expressed in this blog are strictly personal and do not reflect the views of Global Brief or the Glendon School of Public and International Affairs.
الآراء الواردة في هذا البلوغ هي اراء شخصية ولا تعبر عن وجهة نظر غلوبال بريف او غلندون سكول اوف بابليك اند انترناشونال افيرز