LOADING

Type to search

نشر الديموقراطية

GB Geo-Blog

نشر الديموقراطية

يختلف المحللون حول الأسباب التي دعت الولايات المتحدة الاميركية إلى احتلال العراق واسقاط نظام صدام حسين. ثمة فجوة في الأمن العالمي تسمح لنا بالتفكير ان الحملة الأميركية على العراق تتصل بأمن اميركا نفسها. هذا احتمال. وهو احتمال يجعل من الحملة الأميركية حرباً عارية وكلاسيكية. لكن الأميركيين، وبعض العرب والعراقيين، رأوا، صدقاً، في تلك الحملة رغبة أميركية في نشر القيم الديموقراطية في العراق، ووضع العراق على سكة التطور والتقدم المتصلين بالحداثة من أوسع ابوابها. وهذا هدف جليل من دون شك

لكن هذا الهدف سرعان ما يصطدم بوقائع مرة تحول دون تصديقنا له. ذلك ان القوة العظمى الاميركية الساعية إلى تعميم النظام الديموقراطي ونشر التقدم والتطور في العالم أجمع، تحتاج في سعيها هذا إلى براهين ليست في حوزتها. فحيثما يمم المرء وجهه في شوارع المدن الأميركية يكتشف جموعاً من المتشردين، وارتالاً من العاطلين عن العمل وهم في أمس الحاجة لأي مساعدة ممكنة. في لوس أنجلس وحدها ثمة اكثر من 400 الف متشرد، وهو عدد هائل في حسابات الشرق اوسطيين، ذلك ان هذا الرقم يشكل عشرة بالمئة من عدد سكان لبنان، وأكثر من ستة بالمئة من سكان اسرائيل، وهي دولة كبرى من دول الشرق الأوسط. والحق انه إذا كانت لوس انجلس وحدها تضم هذا العدد الهائل من المشكلات الطافية على السطح، فما الذي تقترحه من حلول لغزة او بغداد او طهران؟ اليس من حق المرء الذي يعيش في بغداد او دمشق ان يسأل نفسه مرات ومرات، ما هي فوائد الاتصال بالحداثة الذي ندعى إليه؟ إذا كانت واحدة من أهم مدن أميركا تعاني في ظل نظامها الديموقراطي وتقدمها التقني والعلمي مثل هذه المعاناة، فما الذي يدعونا إلى تقليدها؟

The opinions expressed in this blog are strictly personal and do not reflect the views of Global Brief or the Glendon School of Public and International Affairs.

الآراء الواردة في هذا البلوغ هي اراء شخصية ولا تعبر عن وجهة نظر غلوبال بريف او غلندون سكول اوف بابليك اند انترناشونال افيرز

Categories:

Leave a Comment

Next Up