LOADING

Type to search

انفاق الايام

GB Geo-Blog

انفاق الايام

قمة كوبنهاغن صرخة عالمية من أجل ألا يفوت الأوان. القمة اكثر من ضرورية وبالغة الاهمية. لقد بالغ الاجتماع البشري في استهلاك موارد الأرض. الحديث عن الاستهلاك والإنفاق وليس عن شيء آخر. هذا الاستهلاك هو نفسه الذي نلمحه في شوارع المدن الكبرى في فترات الأعياد، رجال ونساء يتأبطون أكياساً عائدين من رحلة تسوق. ما الذي تسوقوه؟ وهل كان ثمة حاجة له؟ الأرجح أن لا. ذلك ان ما يغري بالشراء اليوم ليس الحاجة بقدر ما هو الرغبة في التوفير. بعد مضي زمن على تثبيت سلطة المستهلك بوصفه مقرراً في الشؤون الاقتصادية، وركيزة لا غنى عنها للازدهار الاقتصادي، تطورت علاقتنا مع الاستهلاك من صعيد الحاجة والكفاية إلى صعيد اختبار الندم. نشتري ما لسنا في حاجة له، ثم نندم على انفاق المال والوقت، لكننا ايضاً بعد حين، نكتشف ان ثمة من اشترى السلع نفسها بأسعار أرخص، ونندم لأننا لم ننتظر

بتنا نربي ندمنا كأولادنا ونتعامل معه كخبز يومي علينا ان نقتات به لئلا يسبقنا العصر. في الأثناء، تبدو المدن الحديثة كما لو انها فقدت حاضرها، وهي تتعامل فقط مع المستقبل. غداً سأقلع عن التدخين، والاسبوع المقبل سأبدأ مشوار التمارين الرياضية في النادي الرياضي القريب، والعام المقبل سأنشئ مشروعاً تجارياً يدر عليّ من الأرباح ما يكفيني مغبة الندم. لكن ما نفعله في الحاضر هو تقريباً لا شيء. لاشيء لأننا لا نملك الوقت للحاضر اساساً، لا سبب لنمضي الوقت مع حبيباتنا، الوقت من ذهب، وليس مستحباً ان نزجي صباحاتنا المشمسة ونحن ندخن ونشرب القهوة، الأفضل أن نعمل، وعلينا ان نربح الوقت. لكننا في واقع الامر لا ننفق ونهدر إلا الوقت نفسه. لنفكر جيداً في الأمور الضرورية التي نفعلها كل يوم: الأرجح ان الحسبة ستبدو مريعة: انفقنا اقل ما يمكن من الوقت مع حبيباتنا، وصرفنا وقتاً أقل مع اولادنا، وقرأنا اقل مما يفترض بنا أن نقرأ، وفي المحصلة، لم ننم جيداً البارحة لأننا قضينا وقتاً طويلاً نندم على ما لم نفعله، وكان يجدر بنا ان نفعله. اين ذهبت الأيام؟ لقدانفقناها كما انفقنا الهواء والماء والشجر

The opinions expressed in this blog are strictly personal and do not reflect the views of Global Brief or the Glendon School of Public andInternational Affairs.

الأراء الواردة في هذا البلوغ تعبر عن رأي كاتبها الشخصي، ولا تعكس رؤية غلوبال بريف او غلندون سكول اوف بابليك اند انترناشونال افيرز

Categories:

Leave a Comment

Next Up