LOADING

Type to search

من هو الأميركي اصلاً؟

GB Geo-Blog

من هو الأميركي اصلاً؟

امال ابي سميا كانت تتسوق في تاينلي بارك بولاية ايلينوي، حين عمدت امرأة إلى نزع غطاء الرأس الذي تعتمره أمال. ابي سميا المرأة المسلمة التي تعيش في شيكاغو استدعت الشرطة بوصف ما قامت به السيدة من اعتداء ليس أقل من جريمة كراهية. للقصة تتمة، لكن المعنى يؤخذ من هنا بالضبط

نستطيع ان نتفهم دوافع المرأة الأميركية، او المقتنعة بأنها أميركية، وغضبها. ثم لجوئها إلى نزع غطاء رأس امرأة مسلمة، لأن المرأة الأميركية تشعر أنها قد تكون هدفاً للإرهابي الإسلامي التالي بعد نضال مالك حسن. والمرأة المسلمة التي تعتمر غطاء للرأس لتخفي فتنة شعرها قد تكون قطعت نصف المسافة بين انتمائها إلى اميركا وانتمائها إلى ما تعتقد وتؤمن به. الغضب في هذه الحال أمر مفهوم. فهل يحق لنا ان نتفهم دوافع نضال مالك حسن وغضبه ايضاً؟

الأرجح ان لا. لأن نضال مالك حسن لم ينفذ جريمته بدافع الغضب، بل نفذها بدافع الاعتقاد. حضر لها طويلاً كما تبين التحقيقات، على المستويين العقائدي واللوجستي، وتحين الفرصة المناسبة، وقتل عن سابق تصور وتصميم. ليس غضباً، لأن الغضب يفترض بعضاً من الخوف. الخوف من الموت على الأقل. نضال حسن لم يكن خائفاً. وهو لم يكن غاضباً بدليل انه لم يكن يدافع عن اطمئنانه او نمط عيشه او اعتقاده كما تحسب المرأة المعتدية على أمال ابي سميا انها فعلت

من نافل القول ان الإرهاب معدوم المبررات. ليس ثمة من سبب يبيح لأي كان ترويع الناس وأخذهم على غفلة والغدر بهم قتلاً. وقطعاً فإن اي عمل إرهابي لا يتصل بالاعتقاد والإيمان من اي باب. فالمرهب هو شخص حسم الامر سلفاً، معتقداً ان اعداءه كتلة صماء لا خروق فيها. الإرهابي لا يريد اقناع من يخالفه الرأي والاعتقاد بصواب رأيه واعتقاده. بل يريد قتله ومحوه. وهو لهذا يقوم بجريمته كما لو انه يعتقد ان لحظة تنفيذه الجريمة هي بالضبط لحظة القيامة التامة، حيث لا يعود ينفع المرء مال وبنون ويفرد المؤمن عن الكافر افراداً حاسماً، قاطعاً لا لبس فيه

هذا كله مفهوم، لكن السؤال الذي يستمر مؤرقاً في حالة امال ابي سميا والمعتدية عليها هو التالي: من ذا الذي يقطع الشك باليقين في أن المرأة المعتدية على امال ابي سميا هي أميركية؟ من هو الاميركي اصلاً؟ ووفق اي شجرة نسب يمكن تقصي أثره؟ الأميركيون: يجدر بنا ان نبحث عميقاً لمعرفة من يكونون

Categories:

Leave a Comment

Next Up