LOADING

Type to search

في اللجوء والنبذ لغة واجتماعاً

GB Geo-Blog

في اللجوء والنبذ لغة واجتماعاً

في اللغة الدستورية الفرنسية والإنكليزية، يُسمى اللاجئون منبوذين. وهذا بخلاف اللغة العربية التي تعتمد مصطلح اللاجئين. بين المصطلحين ثمة فارق بجدر بنا تبينه جيداً. المنبوذون هم الناس الذين ترفضهم المجتمعات التي اتوا منها لأسباب سياسية او اقتصادية او اجتماعية. وهم بهذا المعنى لا يستطيعون ادعاء الانتماء إلى المجتمع الذي لجأوا إليه إلا حين تنتهي اسباب نبذهم، إما انخراطاً في سيستم الحياة السياسية والاجتماعية في المجتمع الجديد، وإما بزوال اسباب نبذهم في مجتمعاتهم الأصلية.

المصطلح الثاني يفترض ان اللاجئين إلى المجتمع الجديد يشكلون جزءاً منه، بمعنى أنهم لجأوا إلى سماحته وقدرته على تفهم الآخر، وعلى رعاية التنوع. والحق ان اللغة الدستورية (الفرنسية والإنكليزية) تفتقر إلى الدقة إذا ما نظرنا إلى مجريات الأمور في البلاد التي تنطق بواحدة من اللغتين. حيث يبدو الإجتماع اوسع من اللغة، وتعتمد السياسات قدراً من التسامح لا يبدو ان اللغات الدستورية تتسع له. وهذا بخلاف اللغة العربية والأنظمة السياسية التي تعتمدها لغة دستورية، حيث تبدو اللغة اشد تنوعاً في الاصطلاح، لكن الاجتماع أضيق. فطوال القرون القليلة الماضية كان للجوء وجهة واحدة هي الغرب ودوله الديموقراطية، وكان النبذ يأتي من وجهة واحدة هي المجتمعات المتنوعة اتنياً ودينياً وثقافياً بحكم تاريخها وجغرافيتها. وواقع الامر ان ترجمة كلمة اللاجئ في اللاتينية إلى منبوذ بالعربية تفي بالمعنى عربياً لكنها لا تفي بالمعنى نفسه اوروبياً. وربما كان يجدر بنا قلب المعنيين، فيصبح اللاجئ بالعربية منبوذاً ويتحول المنبوذ بالإنكليزية والفرنسية لاجئاً.

مرد هذا التدقيق في اللفظة اللاتينية والعربية التي تحدد اللاجئ – المنبوذ يتصل بأحوال راهنة. والأرجح ان مناقشة احوال المنبوذين – اللاجئين في دول الغرب اليوم قد يوضح ان التعبير اللاتيني بات اكثر مناسبة لواقع الحال الراهن مما كان عليه في ما مضى من عقود.

Categories:

Leave a Comment

Next Up