LOADING

Type to search

العودة إلى ما قبل كولومبوس

GB Geo-Blog

العودة إلى ما قبل كولومبوس

ما هو الوقت الذي يفصل الولايات المتحدة الاميركية عن إمكان تحقق رغبتها في الانفصال عن العالم ومشكلاته؟ الأرجح ان سعياً حثيثاً يغذ سيره في الولايات المتحدة

الأميركية نحو تحقق هذا الهدف. ثمة رغبة تطفو على سطح الحياة السياسية الأميركية تعلن من دون مواربة ان هذه البلاد ليست ملزمة على اي وجه من الوجوه بتثوير المجتمعات المتخلفة ودمقرطة النظم السياسية غير الديموقراطية في العالم. هذه الرغبة تتجاور مع سعي ملحوظ نحو استنهاض المشاعر الوطنية الأميركية. ويساعد الأميركيون في سعيهم هذا حركات سياسية تنتشر في عموم الدول الإسلامية وتدعو ليلاً نهاراً لمحاربة أميركا وهزيمتها ومعاقبتها في أمنها وأرواح مواطنيها إن أمكن. هذا ولم يعد خافياً ان الخطط الاقتصادية التي يعكف على تنفيذها والتخطيط لها مسؤولون أميركيون اليوم، تهدف إلى انشاء وظائف جديدة لا يمكن استنساخها او تصديرها مثلما حدث مع اليابان سابقاً ومثلما يحدث مع الصين اليوم. فحوى هذا كله يحاول الإيحاء: اميركا قارة كبيرة، ويمكنها ان تعود إلى ما قبل كريستوف كولومبس. لكنها حين تعود هذه المرة فستعود بوصفها القارة الأغنى والأحدث والقادرة حتماً على حماية شواطئها من غارات القراصنة البرتغاليين

فلنفكر قليلاً. ايران في المقلب الثاني من اليابسة تفاوض العالم وتبتزه وتسعى جهدها لامتلاك التقنية النووية التي تتيح لها انتاج سلاح نووي. البعض يقول انها قد انتجته فعلاً. والعالم من حولها يخشى وصولها إلى هذه المرحلة مع ما يعنيه ذلك من تهديد لأمن منطقة حيوية من مناطق العالم، سياسياً واقتصادياً. والعالم نفسه يطلب من أميركا العظمى حل هذه المشكلة: اي منع ايران من ابتزاز العالم بكافة الوسائل المتاحة. ثمة سؤال قد يسأله الأميركيون للعالم أجمع: هل تعتقدون ان قنبلة نووية ايرانية قد تهدد امن اميركا فعلاً؟

الجواب سيكون حتماً بالنفي. هناك طريق طويلة جداً على إيران ان تقطعها لتصل إلى تهديد اميركا في أميركا. وإذا ما رغبت القارة الأميركية ان تبتعد عن العالم وتبحر وحيدة بين محيطاتها الأربعة فلن تبلغ الأسلحة الإيرانية شواطئها مهما اجتهد هؤلاء

لكن الأميركيون انفسهم هم من يسألون السؤال الآخر ويستفظعون الإجابة عليه: ما الذي سيحل بالعالم في غيابنا؟ الأرجح ان الجواب حالك ومظلم إلى الحد الذي قد يحد من الرغبة الأميركية بالإنعزال. مع ذلك، قد يكون التردد في الحسم في قضايا تلك المنطقة من العالم اخطر بكثير من ان تدير اميركا ظهرها وتنعزل بين محيطاتها

Categories:

Leave a Comment

Next Up