مناطق قطبية متجمدة في السياسة
في المحادثات التي اجراها الرئيس اللبناني ميشال سليمان مع الرئيس الأميركي باراك اوباما، اصر الرئيس اللبناني على اعتبار مسألة سلاح حزب الله مسألة داخلية. الاعتبارات اللبنانية التي تدفع رئيس الدولة اللبنانية إلى اعتناق مثل هذا الاعتبار كثيرة ومتشعبة، وربما يجدر بنا ان نسلط الضوء على ابرزها: لا يملك لبنان الرسمي والشعبي والسياسي قدرة على احتمال حرب دولية على البلد لنزع سلاح حزب الله، لكنه ايضاً لا يملك قدرة على نزع هذا السلاح بقواه الذاتية. إذاً ليس امام لبنان إلا الانتظار، والأمل في أن تعبر المراحل الساخنة في المنطقة من فوقه من دون خراب داخلي كبير
الرئيس الأميركي، لم يوافق على الحجة اللبنانية، لكنه لم يعارضها. أميركا ترى لبنان، بسلاح حزب الله او من دونه، اشبه بحادث مروري في عاصفة هائلة. حادث لا يمكن تجنبه، لكنه ليس حادثاً من الحوادث الجسام التي قد تغير في السياسات وتحول في المسارات. طبعاً لبنان بلد صغير، وليس في وسعه ان يغير في طبيعة المسارات
وحده حزب الله، في لبنان يحسب انه عظيم وكبير إلى درجة انه قرر، من دون استدراك، انه يريد ان يهزم الإمبريالية الاميركية. والحق، انها ليست من المرات النادرة التي يلجأ فيها طرف صغير دولياً كحزب الله، إلى التهديد بهزيمة اميركا وردها على اعقابها. لكنها واحدة من المرات النادرة التي لا ترى فيها أميركا في حزب مسلح إلى هذا الحد تهديداً لأمنها وأمن حلفائها
اميركا تتغير؟ ربما، لكن الثابت، ان حروب لبنان والشرق الأوسط عموماً التي استطالت وامتدت من دون ان تفضي إلى نتائج حاسمة، جعلت من تلك المنطقة برمتها هامشية، وتقع على طرف العالم القصي، حيث لم يعد أحد ليهتم بدرجات الحرارة العالية او المنخفضة إلا المختصين. لبنان والمنطقة التي يقع فيها يسير رويداً رويداً في طريقه لأن يصبح مناطق قطبية، حيث لا يهتم اي كان للسكن فيها او زيارتها إلا حين تعصف به حمى المغامرة. ومن يرفع رايته هناك، هو الوحيد الذي يهتم للراية والإنجاز
The opinions expressed in this blog are strictly personal and do not reflect the views of Global Brief or the Glendon School of Public and International Affairs.
الآراء الواردة في هذا البلوغ هي اراء شخصية ولا تعبر عن وجهة نظر غلوبال بريف او غلندون سكول اوف بابليك اند انترناشونال افيرز