ايران تربح مرتين والغرب يخسر مرتين
دخلت يران على الأرجح في نفق لا عودة منه. لأول مرة، منذ افتتاح الازمة الإيرانية المتعلقة بملفها النووي، يجمع العالم كله على ضرورة معالجة هذا الملف دولياً بالحزم اللازم. معنى الحزم ان ثمة اجراءات دولية صارمة ستتخذ، وهذا بديهي. لكن ما هو بديهي ايضاً من الجهة الإيرانية، سيكون تصعيداً للمواقف والإجراءات والعمليات الموضعية. الذين يملكون بعض الخبرة في اوضاع تلك المنطقة، يعرفون ان انفجار الأزمة بين جماعة الحوثيين من جهة اولى واليمن والمملكة العربية السعودية من جهة ثانية لم يحصل لدواع داخلية وحدودية تخص اليمن والسعودية فقط. من نافل القول ان هذا الملف يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالملف الإيراني، وهو من دون شك مؤشر لسلسة من المشكلات قد تبرز إلى السطح مجدداً في أكثر من مكان. تصعيد إيراني؟ الأصابع الإيرانية مرئية جيداً في اليمن. وهذا يعني إيرانياً استعداداً للمواجهة ورغبة في تصعيدها. الإيرانيون ايضاً لا يخفون رغبتهم في تعقيد مهمة الأميركيين في افغانستان، والاميركيون من جهتهم لم يقرروا إرسال 30 الف جندي إلى هناك رغبة منهم في تعميق مأزقهم
هذه الرغبة الإيرانية في التصعيد تبدو مخالفة للمنطق السليم جملة وتفصيلاً. مع ذلك يجدر بنا ان نراقب منطقها الأعوج جيداً. ذلك ان المنطق الأعوج هو منطق ايضاً.
الأرجح ان إيران ترتب حساباتها في الربح والخسارة. والمغالون من العقائديين فيها، يعتقدون ان إيران لا تخسر اصلاً فيما تخسر دول المنطقة مرات ثلاث ويخسر الغرب مرتين في اي مواجهة
دول المنطقة تخسر في اي مواجهة مسلحة استقرارها اولاً، وتخسر في الأرواح والممتلكات ثانياً وتخسر دورها في المستقبل ثالثاً
الغرب يخسر مرتين: مرة لأن بعض الجنود يموتون في حرب يعتقد البعض ان لا لزوم لها، ومرة أخرى لأن الرأي العام في دولهم سيكون قاسياً جداً على الآلة الحربية الغربية حين تبدأ بتدمير شيراز واصفهان وطهران، لأنها في هذه الحال تدمر ارثاً عالمياً.
طهران العقائدية من جهتها تربح مرتين: مرة حين يموت المقاتلون فيذهبون إلى الجنة، ومرة حين يموت الأعداء ولو بأعداد أقل من الموتى الإيرانيين.
مؤدى هذا كله ان إيران لن تجد في اشتعال الحرب ما يضيرها. لذلك تستطيع ان تتحدى العالم كله، لأن العالم هو الذي يخسر في أي حرب قد تحصل وليس الملالي الإيرانيين بطبيعة الحال